نظم المركز الثقافي اللبناني الماروني بالإسكندرية، صالون ثقافي بعنوان “وثيقة الإخوة الإنسانية في حب البابا فرنسيس”، بكنيسة القديسة تريزا الطفل يسوع المارونية، بالإسكندرية، برئاسة المطران جورج شيحان، رئيس أساقفة إيبارشية القاهرة المارونية لمصر والسودان، والزائر الرسولي على شمال إفريقيا. ألقى شيحان كلمة قائلًا: “وثيقة الأخوة الإنسانية” المباركة التي تجسدت فيها وصية الرب بمحبة القريب وأصبحت علامة حية على أن “الله محبة” (1يو 4:8). تلك الوثيقة التاريخية التي مثلت علامة فارقة في مسيرة الحوار بين الأديان والثقافات، والتي أُعلنت في أبو ظبي 2019 بتوقيع من بابا الكنيسة الكاثوليكية وشيخ الأزهر، لتكون بمثابة إعلان عالمي، يؤكد أن الإيمان بالله يجب أن يقودنا إلى المحبة والتعاون، لا إلى الفرقة والصراع. لقد كانت هذه الوثيقة ثمرة رؤية متقدمة، تؤمن بأن البشر جميعًا إخوة، تجمعهم كرامة واحدة، وتدعوهم إلى التعاون من أجل عالم أكثر عدلًا وسلامًا، وهي أيضًا رسالة سلام، نحن بأمس الحاجة إليها في زمن تكثر فيه النزاعات، وتغيب فيه القيم الإنسانية الأساسية. وهي كذلك أمل للإنسانية جمعاء، تؤكد على قيم التسامح والتعايش، وترفض العنف والتطرف، وتدعو إلى احترام كرامة الإنسان، بغض النظر عن دينه، أو عرقه. إنها وثيقة تذكرنا بأننا جميعًا إخوة في الإنسانية، وأن التعاون والتفاهم هو الطريق الوحيد، لبناء عالم أكثر عدلًا وسلامًا.
وأشار سيادة المطران إلى قداسة البابا فرنسيس، الذي كان رمزًا للتواضع والحكمة، ورائدًا في تعزيز الحوار بين الأديان، كرس حياته لخدمة الإنسانية، وسعى بكل جهده لتعزيز قيم المحبة والسلام. أكد المطران شيحان قائلًا: لقد عُرف قداسة البابا فرنسيس بقلبه الكبير الذي يخفق للمهمشين والفقراء، فكان صوتًا للضعفاء، وداعيًا لا يمل إلى العدالة الاجتماعية. مواقفه المشرفة في الدفاع عن كرامة الإنسان، كان صوته مدويًا في الدفاع عن حقوق الضعفاء، مؤكدًا أيضًا أن الإيمان الحقيقي يظهر في رعاية الإنسان، واحترام كرامته، مواقفه جعلته رمزًا للأمل في عالم يعاني من انقسامات عميقة، كما كان له موقف واضح تجاه قضايا السلام العالمي، حيث دعا مرارًا إلى حل النزاعات بالحوار ونبذ العنف.
وفيما يخص ما يحدث من حرب وإبادة في غزة، لم يتردد الحبر الأعظم في التعبير عن تضامنه مع المعاناة الإنسانية هناك، مطالبًا بوقف الحرب وحماية المدنيين”. وشدد على أن المواقف التي تظهر تقدير الأب الأقدس للشرق، وتاريخه، حديثه عن (رحلة العائلة المقدسة إلى مصر)، التي وصفها بأنها “حج مسيحي”، مؤكدًا الأهمية الروحية لمصر كأرض مقدسة مباركة تحتضن التنوع والتسامح والسلام، كما أن زيارته التاريخية لمصر 2017 كانت محطة بارزة في تعزيز العلاقات بين الأديان، حيث استقبله الرئيس عبد الفتاح السيسي بكل حفاوة وترحاب، والتقى خلالها الشيخ أحمد الطيب.
(المكتب الإعلامي الكاثوليكي)