هل ضمير العالم مات؟ – الأب رفيق جريش

ما نشاهده كل يوم من قتل ودمار وإصابات لا نستطيع أن نصفها إلا أنها جرائم حرب بامتياز.

الكيان الصهيوني يتحجج أن الأنفاق الموجودة تحت المدارس والمستشفيات وملاجئ الأونروا التابعة للأمم المتحدة، كان رجال حماس والرهائن وجثثهم الذين خطفوهم يوم السابع من أكتوبر في العام الماضي يختبئون فيها. أما الآن، فبينما لم يبق حجر على حجر في غزة، وشعبها يبات في العراء يتلهف على لقمة عيش أو كوب ماء، أصبح الغزاوية صيداً ثميناً للاحتلال الذى يقتل بدم بارد الأطفال الواقفين لالتقاط ما يمكنهم من خبز للحياة.

وتحت شعار أن الحمساوية يسرقون المساعدات، أنشأ الكيان الصهيوني، وحليفتها الحميمة الولايات المتحدة الأمريكية التي تقدم نفسها على أنها بلد الحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان، تجمعات لتوزيع المساعدات الغذائية، ولكنها في الحقيقة مصايد لقتل عشرات الفلسطينيين الذين يلقون مصرعهم جراء استهدافهم في الهجمات الإسرائيلية، أثناء محاولتهم الحصول على فتات المساعدات الغذائية، حسبما أكد شهود العيان، بينما تدار المباحثات، التي تهدف لتأمين وقف إطلاق النار في القطاع لكن لا يِظهر لها نهاية.

ورصدت تقارير صحيفة الأوضاع التي يواجها الفلسطينيون، استنادا إلى ما سمي “إطلاق رصاص جماعي” عليهم، أثناء تلقى المساعدات الغذائية، وذلك بالقرب من رفح في جنوب غزة، وفقا لمسؤولين وشهود عيان، موضحا أن ما لا يقل عن 31 فلسطينيا قتلوا وهم في طريقهم إلى أحد مواقع توزيع الغذاء، التابعة لمؤسسة غزة الإنسانية الأمريكية، المدعومة إسرائيليا: فكل يوم يقتل مئات الناس والأطفال الباحثين عن لقمة يأكلوها: 800 شخص قتلوا في تجمعات الغذاء في غزة وطرق قوافل المساعدات منذ نهاية مايو، بحسب تقارير الأمم المتحدة.

وأكد الصليب الأحمر ذلك بعد عملية إطلاق نار بالقرب من رفح، مشيرا إلى أن جميع الأفراد ماتوا وهم يحاولون الوصول إلى مواقع توزيع الغذاء، وهو ما أسماه “تكرار مفزع، وحلقة جديدة من حوادث القتل الجماعي”.

ونلفت هنا أن التقارير تؤكد أن حرب إسرائيل الانتقامية في غزة تسببت في قتل ما يربو على 58000 فلسطيني، وأكثر من نصفهم من النساء والأطفال، وفقا لوزارة الصحة في غزة، وأشار الصليب الأحمر إلى أن الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية يرون هذه الأرقام بمثابة الإحصائيات الأكثر موثوقية فيما يتعلق بضحايا الحرب وهذا لا يشمل الآلاف الذين يعتقد أنهم دفنوا تحت الركام أو من ماتوا جراء عواقب الحرب غير المباشرة.

فالصهاينة الذين ولولوا جراء الهولوكوست الذى ألم باليهود أيام النازي، ها هم ينسجون هولوكوست جديداً في الشعب الذى احتلوا أرضه وشردوا شعبه!

أين ضمير العالم الذى يكتفي بالشعارات والكلمات؟ أين ضمير هؤلاء القتلة وهم يقتلون الأبرياء؟ أين ضمير الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والحقوقية؟

يبدو أن ضميرهم مات.

Exit mobile version