هل لنا قيامة؟

يشعرنا المشهد الدولي بحروبه وصراعاته ونزوح الملايين والوباء مع الأمراض المتفشية والمجاعات والفيضانات والحالة الاقتصادية المتدهورة هنا وهناك، أننا لازلنا نعيش حالة “الصليب”، ومازلنا على الجلجثة، وكأن العالم كله أصبح جلجثة كبيرة: نحزن مثل يسوع في بستان الجتسيمانية حتى الموت بل وتتصبب منا قطرات دم.. فسلطان الشر والظلام واليأس يحاول أن يهلكنا، فيستولي علينا الخوف والهلع. ونتسائل من جديد هل سيكون لنا قيامة؟

ويأتي الجواب، من الفجر الجديد، من اليوم الثالث، من سيد الحياة، من عمق إيماننا، فتنفتح أعيُننُا (على مثال تلميذي عماوس) ، فتتقد قلوبنا في صدورنا ولن يبقى فينا إلا الفرح ولن نكون إلا مختبرين للقيامة وشهوداً لها وعليها ونلبس قوة من العلاء. فاليوم أخذنا نوراً من النور الذي لا يغرب فيضيء جحيمنا والأبواب النحاسية التي على قلوبنا تنفتح وتنحل فصرنا أبناء النور والنهار.

قيامة المسيح حولتنا وبدلتنا وحررتنا، وبقيامته لاشى سلطان الموت وبعمادنا بماء النعمة وخَتمنَا انسكب الروح القدس علينا وأصبحنا أعضاء في كنيسة قائمة حية ومحيية وصابرة ومنتصرة ومتألمة وفرحة وشاهدة ومستشهدة وغنية بفقرها وقوية بضعفها.

نعم، ستكون لنا قيامة! نحن مصلوبون معه ونقوم أيضاً معه، لسنا نحن أحياء، بل هو الحي فينا. أخوتي الأحباء، لا تخنقوا بذرة القيامة المغروسة فيكم ولا تسيروا في ركب حضارة الموت ولا تستهويكم الأضواء البراقة ولا تخسروا الغذاء المقدم لكم مجاناً ولا تختاروا إطفاء الضمير من أجل ربح عابر.. بل ارتفعوا على النميمة والانقسامات وأصلحوا بالغفران وعالجوا بالمحبة وأعطوا بالتهليل وأنعشوا بالروح وأفرحوا بالإنجيل ولنضع أنفسنا على طريق المسيح المنتصرعلى الموت وعلى موتنا. المسيح قام.. حقا قام!

الأب رفيق جريش

Exit mobile version