
بدأ صيام رمضان للمسلمين في العالم أجمع. وفي نفس التوقيت بدأ الصيام الكبير للمسيحيين أيضا في العالم أجمع، إذ يحتفل المسيحيون هذا العام بعيد القيامة في وقت واحد. فالعالم أجمع في صوم، نتمنى من الله أن يتقبله في رحابه ورحمته وحنوه علينا نحن البشر.
ولاشك أن الصوم المشترك هذا العام له طعم مختلف للمصريين: ففي هذا الجو المفعم بالروحانية الذي نعيشه جميعاً، لا فرق بين مسلم ومسيحي، لأن المسلم صائم والمسيحي صائم. وبذلك الصوم المشترك الواقع هذا العام تتجلى أبرز معاني المحبة والمشاركة والمواطنة، حيث الجميع يتقرب إلى الله تعالى، كما تتقرب جميع العائلات المصرية مسلميها ومسيحييها، فُيكونوا جسداً مصرياً واحداً يصعب تمزيقه. ومن فوائد الصوم محاربة الشر بكل صوره، ونحن نعلم علم اليقين مدى الشر والشرير والأشرار الذين يتربصون بهذا الشعب المصري الواحد.
نشكر الله على وعي شعبنا الملتف حول قيادته السياسية. ويجب هنا أن اذكر أنه منذ عدة أيام قليلة كنت أشارك في لقاء هام واستهل معالي الوزير المختص الجلسة بطلب الدعاء لشفاء قداسة البابا فرنسيس في لفتة غير بروتوكوليه ولكن نابعة من القلب، كما عدد صفات البابا وذكر مدى حبه لمصر وكيف وقف معها في أحلك الظروف.
نشكر الله أيضا على وجود مؤسسات تعمل من أجل ترسيخ المواطنة بين الجميع وعلى رأسها “بيت العائلة المصرية”، التي كانت فكرة نابغة للإمام الأكبر الشيخ الدكتور أحمد الطيب شيخ جامع الأزهر الشريف، فعندما شعر وأستقرأ المخاطر التي تحيط بنا بعد تفجيرات كنستي النجاة بالعراق وكنيسة القديسين بالإسكندرية في أواخر سنة 2010، عرض فكرته على مثلث الرحمات المرحوم قداسة البابا شنودة الذي أيدها، وها هي الفكرة الصغيرة نبتت وتترعرع يوماً بعد يوم، ويشتد عودها بفضل مصريين مسلمين ومسيحيين وطنيين مخلصين لهذا الوطن ومؤمنين بالمصير الواحد لهذا الشعب الطيب ، وقد أصبح لبيت العائلة المصرية فروع في أغلب المحافظات، كذلك أصدقاء لـ”بيت العائلة” في كثير من المدارس والجامعات.
نرفع جميعاً صيامنا من أجل بلادنا المصرية، ليحفظها من كل سوء ولقيادتها السياسية والروحية، طالبين من الله السلام للعالم أجمع، خاصة في فلسطين وغزة على وجه الخصوص، وليخفف عن المتألمين نفساً وجسداً، والمرضى يشفيهم، ويتقبل شهداء الظلم والعدوان في دياره، وكل عام ونحن جميعنا بخير.