نشاهد وللأسف الشديد على وسائل التواصل الاجتماعي بعض الأساقفة والآباء الأجلاء الذين نحترمهم من الكنائس الأخرى يعظون أو يحاضرون لشعبهم وشبابهم في مصر والمهجر ما هو من المفترض أنه تعاليم وعقائد وتقليد كنيستهم وهذا جيد ومطلوب. ولكنهم يعرجون إلى الهجوم على الكنائس الأخرى، خاصة الكاثوليكية، تحت ادعاءات مختلفة وللأسف الشديد هي مغالطات تاريخية وكتابية بامتياز، ولا نعرف سر هذا الهجوم المستمر من هؤلاء الآباء ونتساءل لحساب من يتم بث الفُرقة بين الأبناء المسيحيين في وطننا الواحد ومع العالم المسيحي في الخارج؟ خاصة أن العلاقات الشخصية بين رؤساء الكنائس ممتازة مثل علاقة البابا فرنسيس بأخيه قداسة البابا تواضروس الثاني، ونتساءل لحساب من يتم بث تعليم مغلوط للمؤمنين ينُم عن جهل تام بالكتاب المقدس والتاريخ الكنسي؟ خاصةً “أن ما يجمعنا أكثر بكثير من ما يفرقناً”، كما قال مثلث الرحمات البابا بولس السادس، وهذا ما نصلي من أجله في صلواتنا وفى أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين، فالعمل المسكوني يحتاج إلى بث روح المحبة والألفة وقبول الأخر، ولا يحتاج إلى بث الفُرقة بين المسيحيين فنحن جميعاً إخوة في الرب يسوع المسيح المُخلص ولا أحد يمتلك كل الحقيقة.
لذا أدعو أولا مجلس كنائس مصر أن يتحمل مسؤوليته ويوقف هذا الهزل، ويعمل بجد وبحكمة في بث روح المحبة والأخوة بين أبناء الكنائس، وثانياً أدعو الشعب المؤمن في جميع كنائسنا إلى عدم الالتفات والتجاوب مع من يريد باستمرار بث روح الانقسام في صفوف المؤمنين، ولا مانع من البحث الشخصي والاستعانة بالمتخصصين لتجلي الحقيقة.